الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ . وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ . إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ . وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ. إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا . وَأَكِيدُ كَيْدًا . فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} تصور لنا هذه الآيات مشهدا للحياة في صورة من صورها، حياة النبات ونشأته الأولى : ماء يتدفق من السماء ، ونبت ينبثق من الأرض .
والرجع: هو المطر ترجع به السماء مرة بعد مرة ، والصدع: هو النبت يشق في الأرض وينبثق ..
يقسم الله بهذين الكائنين وهذين الحدثين .. يقسم بأن هذا القول الذي يقرر الرجعة والابتلاء - أو بأن هذا القرآن عامة - هو القول الفصل الذي لا يتلبس به الهزل . القول الفصل الذي ينهي كل قول وكل جدل وكل شك وكل ريب .
وفي ظل هذا القول الفصل بالرجعة والابتلاء يتجه الخطاب إلى الرسول وهو ومن معه من القلة المؤمنة في مكة يعانون من كيد المشركين ومؤامراتهم على الدعوة والمؤمنين بها .. يتجه الخطاب إلى الرسول بالتثبيت والتطمين ، وبالتهوين من أمر الكيد والكائدين . وأنه إلى حين . وأن المعركة بيده هو - سبحانه - وقيادته . فليصبر الرسول وليطمئن هو والمؤمنون :
( إنهم يكيدون كيدا ، وأكيد كيدا ، فمهل الكافرين ، أمهلهم رويدا ) .. فهذا كيد . وهذا كيد . وهذه هي المعركة ..
( فمهل الكافرين ) .. ( أمهلهم رويدا ) .. لا تعجل . ولا تستبطئ نهاية المعركة . وقد رأيت طبيعتها وحقيقتها .. فإنما هي الحكمة وراء الإمهال . الإمهال قليلا .. وهو قليل حتى لو استغرق عمر الحياة الدنيا .
المزيد |